أهدوني أرائكم ولكم الشكر
دخل عبدالله سوق فيه زحمة من الناس
يتهامسون ويتغامزون ويحدث بعضهم بعضا
يلتفت يمنة ويسره فكل انسان مشغول بمن حوله !
سوق ضخم كبير جدا مترامي الاطراف
له صيت وسمعة واسعة
فيه الغث والسمين
لدرجة انه غطى على كثيرا من الاسواق من حوله !!
أخذ يسير عبدالله ويمعن النظر بدهشة واستغراب
فكل الوجوه من حولة يعتليها الزيف والخداع
يعرف البعض ويعرض عن البعض الآخر
وما يطفأ لهيب دهشته إلا أنه يرى بعض من الوجوه الحقيقة التي قد سمع عنها من قبل
لايزال عبدالله يسير وكأنه من الذين شربوا النبيذ لأول مره!!!
يترنح يمينا ويسارا !!!!
فلا يعرف يكلم أو يتكلم مع من
أو يجلس مع من
من كثرة من حوله !!
وهو شواق للحديث
ويود لو يبسط بعضا من بضاعته التي جلبها من فياض فكره ومن رحيق مشاعره
وهو يهامس نفسه
ان في هذه المعمعة لن أجد لما أحمل من ينظر بتمعن بما سأنشره أو ما سأقوله
وبما هو كذلك سمع مناديا ينادي بأعلى صوته
انا المتحدي فهل من منازع !!
اقترب منه قليلا وقاله له تتحدى من وبماذا تتحدى ؟!!
قال له البائع اقترب اقترب
ان لدي كل جديد وكل مفيد في عالم العهر والمنكر !!
رد عليه عبدالله
اجننت يا رجل
تعرض بضاعتك امام الملأ وترفع صوتك بتسويق المنكرات !!
ابتعد عبدالله عنه كثيرا
فوجد أناس يتهامسون بالفتنة والدمار
واسترق منهم السمع ليعرف ماذا يريدون ؟
فلم يجد مغزي لكل قول او فعل يتكلمون به
الا انه يريد الخراب والدمار فقط
ابتعد عبدالله كثيرا وكثيرا جدا
وهو يردد ما سمع وما شاهد في نفسه
واعياه التعب فأراد ان يستريح من كثرة السير في هذا السوق المتعب
جلس على قارعة الطريق
فإذا بامرأة تضع بعضا مما تحمل على غصون الاشجار وهي تردد
انا الاصيلة والاصل من بعدي يعود !!
انا الشموخ والشموخ نبراس جدودي !!
نهض واقترب منها وهمس لها من انت يا اختاه
فلم تجبه !!!
رفع صوته قليلا اعتقادا منه انها لم تسمع صوته في هذه المعمعة
فردت عليه بكبرياء
من أنت !؟
ولماذا تكلمني !؟
ألا تعلم إن كلام النساء مع الرجال فيه حرمة !!
رد عبدالله بصوت منخفض
يا لله من أي عصر جاءت هذه المرأة ؟!!
فردت عليه بصوت مرتفع
بماذا تتمتم إيها الرجل!!؟
عبدالله / عذرا سيدتي لم أقل شيئا
فقط ألقيت التحية عليك وسعدت عيني بمحياك الجميل !!
فردت المرأة قائلة ومن أين عرفت أن محياي جميل وأنا أكلمك من خلف حجاب !
عبدالله / إذا لم الوجل والخوف وانت تتكلمين من خلف حجاب !!
وتحتمي من من في قلبه مرض وتتقي شر الذئاب !
وكذلك انت وسط لفيف من القوم !
اختاه هل الكلام فيه خطر على إيمانك مثلا !
ردت / لا ولكن لأقطع الطريق على كل هاجس يريد النيل مني
عبدالله / ما هذا الكلام
أتريدين أن تبني سياجا واسوارا على محيط قلبك ومشاعرك !!
أختاه أنك تعيشين بفوضى الكلام في عصرنا هذا
فلم يسبق على مر العصور فوضى كلامية خالية من القيود والرقابة مثل ما نعيشه اليوم !!
فهوني عليك وبسطي الأمر
اختلط الحابل بالنابل في هذا الزمان يا أختاه !!؟
لزمت المرأة الصمت ولم تتكلم
وقرر الذهاب عنها
وعندما هم بالمسير نادته قائلة
انني اخشى الرجال
فالتفت لها عبدالله قائلا
ومن ماذا تخشين الرجال !!
قالت اخشى ان يميل قلبي ولا اجني سوى الآهات والتعب !
وتحل الندامة في قلبي وتسكن الحسرة والالم مشاعري
وقف عبدالله مشدوها برهة من الوقت
وسألها
ولم تفتحي ابواب قلبك لكل عابر سبيل
فردت عليه بألم
هو كان عابر سبيل ولكنه استقر بحنايا قلبي المكلوم حتى استوطنه
واصبح بذلك هو الملك الذي يأمر وينهى دون رغبة مني
أنني لن أجد مثله بديلا ولن افتح قلبي مرة أخري لأي انسان
ضحك عبدالله وهو ينظر لها بعين الاستغراب
قائلا هوني عليك يا أختاه
من خلق الذي تربع بقلبك خلق مثله وافضل منه كثيرا
فردت عليه لم ارى مثله شبيها في عيني
ولم اسمع مثل كلامه في أذني
باختصار لن أجد مثله ابدا
فقال لها عبدالله
انك لم تمعني النظر بأعين بالعابرين
لأن قلبك يغشاه حبه وغرامه وعمل حاجزا يصعب اختراقه
ولكن أنصحك أن تشاهدي وأن تسمعي
وأنصحك ان تقرئي جيدا
لغير من تربع على عرش قلبك
فلربما وجدت من يفوقه نبلا وإخلاصا وطهرا
فردت بغضب يتجهم عينيها من خلف الخمار
اقول لك لن افتح قلبي لغيره
رد عليها عبدالله
أهدئي يا عزيزتي أهدئي
ما رأيك لدي بعض الحروف التي من الممكن أن تذهب عنك الغضب وتهدأ من روعك
ما رأيك بهذه الحروف
انها تتكلم عن مشكلتك
وفيها من الوجد ما فيها
إنها قد تكون فصلت خصيصا لك
ردت بغضب جم
ضعها ضعها هنا
انني سوف اقرأها حين افرغ من اعمالي
وضعها عبدالله حسب ما قالت ووضع معها هذه الحروف
https://ibrahim6262.com/?p=156
وهو يتمتم بينه وبينه ذاته متسائلا !!
ماهي أعمالها التي تفرغ منها
أهي ذات شأن
أم أنها تعيش في بحر الوهم !!
أنتحى عبدالله بعيدا وتركها وشأنها
وهو لا يزل يرسل النظر لها رغم بعده عنها
وإذا به يشاهدها وهي تقرأ تلك المخطوطات
وتقلب صفحاتها
فرجع واقترب منها وسألها
ما أسمك يا فاضلة ؟
فردت وما شأنك بإسمي
رد عبدالله
اريد التعرف عليك
فردت وما مناسبة ذلك
فقال عبدالله
يا أختاه بما أن القدر استوقفني عندك أريد التعرف عليك
قالت أسمي فجر
فرد عبدالله بتمتمة أي فجر لم يبزغ نوره
وسمعت تمتمته فردت عليه
أجننت يا رجل
انني اقول لك اسمي فجر وليس بزوغ الشمس
وأنني شبيهة ببزوغ الشمس لو كنت تعلم حقيقتي
فرد عبدالله
وهل لدينا فجرا غير بزوع الشمس من مشرقها
في سماء صافية وجو عليل يبهج النفس ويريح الخاطر
وابتسم عبدالله قائلا
لا عليك يا أختاه أنني اداعبكم لا أكثر
“فالفجور” أصبحت كثيرة لا حصر لها !!!؟
إلا ما بزغ منها وعم ضياءه أرجاء المكان والزمان
حسنا … حسنا لا عليك يا ختاه
خذي هذه القطعة أنها جميلة جدا وأعطيني رأيك بها أيضا
https://ibrahim6262.com/?p=241
إن أسمها نوف
كتيت ذات فجر وقد داعب الاحساس خيوط فجرها الجميل
فجر / أه ثم أه أي جمال تحمل يا عابر سبيل !!!
عذرا سيدي من أنت وما أسمك
رد عليها عبدالله مبتسما
قد قلتيها قبل قليل أنني عابر سبيل
ولا أعرف أين سيكون المرسى الذي سوف أرسو به
وأسمي عبدالله
فجر / يا عبدالله كيف تتكلم بالفصحى وتكتب بالعامية
عبدالله / آه يا فجر أن الفصحى تنعى حظها منذ أن نعاها حافظ ابراهيم
وهي لا تزال في انحدار مستمر كواقع العرب اليوم !!!
بما أننا ذكرنا واقع العرب يا فجر ما رأيك بهذا المقال
فجر
انه جميل جدا وفيه كم هائل من المعلومات القيمة
اشكر صدفة جمعتني بك يا استاذ عبدالله
عبدالله
اختاه انني لا احب هذه المفردات التي تطلق دون وجه حق
فما أنا إلا كويتب لايزال يحبو في محيط الفكر
فجر
أشكر لك تواضعك
ولكن أريد أن استزيد من معين فكرك النقي
عبدالله
شكرا للطف كلامك
والشكر موصولا لهذا المكان الذي عرفني بك
استأذنك الآن على أمل أن نلتقي في قابل الأيام
وسأودعك بهذه القصيدة علها تنال إعجابك واستحسانك
اسمها فياض العمر
وإن أردتٍ الاستزادة فلك هذا المكان
فهو يشرف دائما بمرتاديه
::::
::
الى لقاء قريب بإذن الله يا فجر
2تعليق
استاذي ابراهـيم ،،،،
اتسمح لي ان اتكلم بالعامية..
واقول…ماهذااا ماهذااا…. يرحم والديك ماهذاااا…
ماهذا السرد الجميل السرد الرائع ..
ان كان قصة او شعرااا او مقالااا…جميل … جميل… ابهرتني..
جعلتني اتخيل انني بطلة القصة وانا اقرأها بهدوء
وانني اطوف في بستان من ورد …
اقطف من هناااا ومن هناااااك…
جميل في احساااسك …جميل في مخيلتك…جميل في حروووفك.
سلمت اناملك وسلم فكرك وسلم ابداعك ….
دمت بخير …🦋
شكرا لاطرائك الجميل
اتمنى ان اكون عند اطراف حدوده
الجميل هو حضورك هنا
شكرا لك