قصة قصيرة أتمنى أن تنال أعجابكم
قد تكون هذه المرة الأولى التي أكتب فيها القصة القصيرة
فأتمنى أن تنال استحسانكم ورفيع ذوقكم
شخوص القصة
أبو نوره
أم نوره
بنتهم نوره
محمد
———————————–
نوره بنت ذو أخلاق فاضلة تربت على العفاف والطهر
داهم قلبها الحب للمرة الأولى دون سابق إنذار
فتربع رجل على عرش قلبها ملكا
بصفته أول من طرق أبواب عواطفها
نوره تعودت مع إفراد أسرتها على الشفافية والوضوح والمصارحة
فعندما داهمها الإحساس بالحب والشعور به
كانت تراودها فكرة مصارحة والدتها
لأخذ رأيها بما هي فيه
إنما أجلت هذا الموضوع برهة من الوقت لتتأكد من صحة ومصداقية مشاعرها
فذهبت مع أسرتها ذات يوم إلى أداء فريضة العمرة
فلاحظت عليها أمها بعض التغير من خلال تصرفاتها الغير معتادة منها
مثل كثرة مناظرتها بهاتفها النقال وكثرة العبث فيه وانزوائها بعيدا عن محيطها العائلي وأيضا خفت صوتها أثناء الكلام
فجاءت أمها وقالت لها
أنا لاحظت عليك كذا وكذا
فبكت نوره وهي تقول كنت أود مصارحتك بهذا الموضوع ولكن لم يسعفني الوقت
رباه يا أمي كم أنا محتاجة لرأيك وللبوح لك بما يختلج داخلي
أماه أنا تعرفت على شخص خلوق وذو سمات طيبة
وأرغب الزواج منه وهو كذلك عنده الرغبة الجامحة بالارتباط بي
ولكنه يا أمي متزوج ولديه أطفال
قالت أمها وما الضير في ذلك
لا يهم يا أبنتي
وما المانع إن كان متزوج من أن يرتبط بك
أهم شي بالرجل صفاته وسماته ومبادئه
بنيتي أريد أن أقابل هذا الرجل الذي هز كيانك
وحرك محيط مشاعرك الراكدة منذ زمن ليس بالهين !!!
حددي يوما ليأتي لمقابلتي أود التعرف عليه عن قرب
وبالفعل حددت نوره يوما لمقابلته لوالدتها
وجاء محمد باليوم المحدد له
ومن خلال المقابلة
دار الحديث حول كيفية التعايش مع الوضع الجديد
وهل سيفتح بيت جديد مستقل وهل ظروفه تساعده على ذلك
وأثناء الحديث دخل أبو نوره
وتفاجأ من وجود رجل غريب في بيته دون علمه
فعرفت به أم نوره وقالت أنا من طلبت مقابلته قبل أن يأخذ الموضوع صفته الرسمية
فقال له أبو نوره من أنت
وأين تعمل
وكم تتغاضى مرتب شهري
وكم دخلك السنوي
وهل لديك رصيد
وعندما سمع إجابات محمد
قال الأب لأبنته نوره احضري دفتر الشيكات
فذهبت نوره وأحضرت دفتر الشيكات
وسأل والد نوره عن اسم هذا العريس ودون اسمه بالشيك
وتركه الشيك مفتوحا وقال له يا محمد حدد ما تريد من مبلغ
فقط دع أبنتي وشأنها واتركها في حال سبيلها
فرد عليه محمد
أنا لم استولي على ابنتك لكي تقول لي هذا الكلام
فأبنتك عندك ولم يمسسها سوء
أبا نوره
أتعتقد إنني جئت لغرض مادي
أو إنني ابحث عن المادة عن طريق قلب ابنتك
لا .. لا يا سيدي
فابنتك نوره تشكل لي الحياة بأسرها
ومن ناحية الشيك فلو عادلت أموالك وأموال كل من تنتمي لهم
لا يعادل اظفر نوره الذي يرمى في سلة المهملات
وقطع محمد الشيك وخرج وعيونه تقرقر بالدموع
ويتمتم بصوت مسموع
الحب لا يشترى ولا يباع … الحب لا يشترى ولا يباع
وعندما رأت نوره الموقف
خرت مغشيا عليها وسقطت على الأرض
وأخذوا أبواها يجلبوا لها الأنفاس
حتى فاقت
وبعد فترة غير بعيدة عن وقت الحدث
اتصلت نوره بمحمد
ولكنه لم يرد عليها
وكررت الاتصال حتى أصبحت اتصالات
ولم يرد عليها
وبعد فترة طويلة مع عناء الاتصال وقلة الوصال رد عليها محمد
وقال لها إن ارتباطي بك أصبح مستحيلا الآن
فيجب إن تحاولي نسياني حتى يتسنى لك ذلك
لان مفهوم الحب وحده لا يكفي بهذا العصر
عصر طغت عليه المادة بكل أشكالها
استودعك الله يا نوره
فأغلق الهاتف معلنا نهاية مشاعر استقرت بقلبيهما
شتتها النظرة المادية لمجريات الحياة
….
…
..
.
إلى هنا أستودعكم الله
تقديري لكل من حضر هنا
0 تعليق