في حقبة زمنية كان الكي أحد أدوات العلاج من الامراض

يقول الشاعر

(لا اليأس ثوبي ولا الامراض تكسرني

جرحي عنيد بلسع النار يلتأم )

،،

في حقبة زمنية كان الكي أحد أدوات العلاج من الامراض

ولكن الكي لابد ان يبقي اثرا بعد الشفاء

لذلك لن تستطيع إخفاء ما يظهر للناس من حروق او جروح

وان استطعت إخفاء الألم الذي تعانيه أو كنت تعانيه

فمن أسوأ الأمور هو الاستخفاف بعقول البشر

ومن اقبح الأمور هو ان تعتقد انك قادر على تضليل من حولك

فجروح الزمن مثلها مثل جروح وحروق الجلد

حتى انها تبقي في النفس اثرا خالدا مهما مرت عليها السنين

والشفاء من الالام والجروح والحروق هي عملية صعبة جدا

تحتاج الى شجاعة وصبرا أحيانا لكي تشفى مما انت فيه

ومهما شفيت وتعافيت من تلك الحروق

سيبقى لها اثرا وندبات ظاهرة كانت او مخفية

لا تزيلها اصعب وادق وأمهر عمليات التجميل

ومن اجمل المعالجات الروحية هي التي تعالج نفسك بنفسك

لتفتح بعض الجروح وتزيل بعض الحروق اليابسة او المتعفنة

وتذهب الصديد والقيح الذي بداخلها رغم الألم الذي سوف تعانيه من تلك المعالجة

لان بعض الجروح لا يلتأم الا عندما تفتحه وتنظفه تماما ومن ثم تضمده من جديد

وكما قال الشاعر كريم العراقي

لا تَشْكُ للناس جُرْحًَا أَنْتَ صَاحِبُهُ

لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ

شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ

ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ

فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ

حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا

فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ

عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ

الى ان قال

مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمّتِهِ

لَا عِينَ لِلَحْظِ إنْ لَمْ تُبصرِ الْهِمَمُ

كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي

فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ

كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى

عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ

فَدَاسَ قَلْبي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلهُ

فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ

لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني

جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ

::

::

:

.

كونوا بخير

تقديري لجم