الفرق بين الكاتب والمكتوب ؟
تاريخ النشر: 17-03-2010
0
4٬400 مشاهدة
بواسطة: إبراهيم القهيدان
هنا أتكلم عن فئة معينة وليس الكل
وبطبيعة الحال البعض لا يمثل الكل
فقديما قيل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه
هنا أتكلم عن فئة معينة وليس الكل
وبطبيعة الحال البعض لا يمثل الكل
فقديما قيل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه
ونحن العرب رسالتنا السماوية وإعجازنا وضع باللغة
لذلك تجد الاختلاف بالمفاهيم متبعا اختلاف المدارك والعقول
وهذه طبيعة بشرية خلق عليها الإنسان
ولكن عندنا نحن العرب الأمر مختلف جملة وتفصيلا
فأصبح الكثير من الذين يمسكون بالقلم يكتبون دون معرفة مغزى حروفهم
أو إلى أيِّ مدى وصلوا من أبجديات الكتابة
لكي يفندوا الناس ويستقرئوا أفكارهم أو ينتقدوهم حتى !!!!!
ولازلت أحتفظ برأيي القديم :
أن على الكاتب أن يقيّم نفسه قبل تقييمه للآخرين
وقبل تقييم الآخرين له أيضا
وأن لا يوجه سهام النقد إلى أيٍّ كان قبل مراجعة ما يكتب
وما هو عليه من أساليب الكتابة
وإبراز الأرضية التي يستند عليها كواجهة لقلمه
لأن هناك من يكتب للمبادئ والقيم وينشدها ويطبقها بحياته العامة
وهناك من يكتب للحرف وتنميق الكلام
وهو بعيد كل البعد عما يكتب
فكثيرا من الكتاب يعتبر نفسه صاحب رأي صائب ونظرة ثاقبة
ويغيب عنه أن كل ما يكتب إنما هو تمثيل لرأيه الشخصي ووجهة نظره
وإيضاحا أيضا لمخزونه المعرفي والثقافي من خلال ما يطرح
ويتمثل الحكم على الكتاب من خلال طرح الفكرة
وإيجاد ما يناسبها من الحروف وطريقة سرده للموضوع أيا كان
فالبعض يمتطي صهوة القلم ويتلاعب بالألفاظ
دون إدراك لأبسط معاني الكلام الذي يسطره
بل يميل إلى التمتع بالتضخيم وتفخيم الذات إن كان الحديث عن نفسه
وأحيانا يكون من المنظّرين وأصحاب الحلول
ولو قربت المجهر إليه لتشخيص ما هو عليه
لوجدت أكثر كلامه مردوداً عليه
قد يكون نتج ذلك الكلام عن وطأة النقص أو ضغوط الحياة
فقلة من الكتاب ممن ينشدون الواقع الملموس لحياة البشر
ويتحسسون أحساسيهم ويناجون همومهم
وهؤلاء هم من يكتبون للمبادئ والقيم الإنسانية النبيلة
وينشدون تطبيقها
بعكس من يجافي واقعه ويتقاطع مع قلمه
مما يجلب إليك الدهشة والاستغراب متسائلا
ما الفرق بين الكاتب والمكتوب ؟
وكيف تستقرأ الكاتب من خلال حروفه ؟
والى أيّ مدى يكون تصديقك لما تقرأ
في خضم هذا الزخم من الكتابة والكتاب ؟
تقدير لكل من مر من هنا
ود لا ينضب
0 تعليق