فبدلا من دونية الطرح وقسوة الكلام وكثرة القذف
والإسفاف والتجريح بالآخرين الذي لا طائل له ولا فائدة منه …
يقول المتنبي
إذا أتتني مذمة من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل
أود أن أستوقف فكركم السامي لنتمعن هذا القول
فإلى أي مدى يكون الحكم على الناس من خلال التسفيه بهم وانتقاصهم
وكيف يكون مقياس الحكم وآليته بين البشر بشكل عام
فالمجتمع الغربي الذي ننشد حضارته ورقية في شتى الطرق !!!؟
يوجد لديه احترام لفكر الإنسان وقيمه ومعتقداته أيضا
وهنا بالمجتمع الإسلامي نرى العكس في أغلب جوانب الحياة
بالرغم من أن ديننا الإسلامي يحث على كل ما هو جميل ومفيد
بل ويطبقه بين ثنايا فروضه وسننه
فمع تطور العصر عبر سهولة تواصله وكثرة تقنياته من خلال الشبكة العنكبوتية وازدهار الاتصالات
أصبح الكل يبدي مرئياته ووجهات نظره
فيحكم على الناس من منظوره الخاص بفكره وتفكيره
دون وجود معايير ومقاييس لتلك الأحكام
فمن المؤسف حقا إن عصر العولمة أوجد قاعدة لهذا النتاج تكمن في وجود أبواق وطبول
وكثرة الطبالين والمطبلين لما يسمو بأصحاب الفكر
فهناك من الناس تجده يسمع لكلام هذه الشرذمة بل ويستشهد بها
ولتقريب الصورة أكثر للقارئ الكريم
سأضع مثالا لكي لا يذهب من في قلبه مرض
بأنني أقصده بهذا الكلام
خصوصا من يعاني من أورام فكرية يستعصى معها العلاج أو الإستصال
اسأل الله أن يعافي مرضى المسلمين
عندما يتلفظ شخص ما على أحد مشايخ هيئة كبار العلماء ويطعن في مصداقيته وإفتائه
ألا يشكل ذلك خللا في قواعد النقد بشكل عام خصوصا عندما لا يكون هذا الشخص من أهل الاختصاص
.
.
قديما كان العلماء يشدون الرحال لينهلوا من معين أهل العلم والمعرفة
ويكابدون الأمرين حتى يحصلوا على معلومة مفيدة أو ليتثبتوا مما وصلهم من معلومات وعلم
أما الآن وفي عصر الرويبضة أختلط الحابل بالنابل
فأصبح البعض يتشدق بالعلماء وأهل العلم
وتوجيه سهام النقد لهم دون وجود أرضية تأهله لذلك
فبدلا من دونية الطرح وقسوة الكلام وكثرة القذف
والإسفاف والتجريح بالآخرين الذي لا طائل له ولا فائدة منه
بدلا من هذا كله لماذا لا نناقش كيفية بناء الأمة واستنهاضها ؟
كيف ننتهج سبل ما نحن بحاجة له من مقومات الحياة الكثيرة ؟
لماذا نحن مغيبين عن الركب العالمي من أهل الصناعة والتقدم العلمي ؟
أين نحن من غياب المفاعلات النووية التي يحتاجها البشر في حياتهم العامة ؟
أين نحن من اكتشاف الفضاء وإطلاق المركبات ؟
أين نحن من صناعة السلاح الذي يحمي الأمة من الذين نصبوا النظر على ثرواتها وخيراتها ؟
لماذا نحن محصورين في نقاشاتنا ومناقشتنا الفكرية في دائرة المرأة وقيادتها وحقوقها ؟
وبين النصوص وكتابها أيا كانت تلك الكتابات ومستوى كتبها ؟
وكأن كل شي كامل عدى ذلك ؟
لماذا أزدهر النقد المبطن والخوار الفكري ؟
الذي يدور في حلقة مفرغة فتجد الكل ناقد ومفكر وفيلسوف وصاحب اختصاص
ويبدي لك آراءه الرزينة دون أساس يذكر
ختاما
لقد أضحى من يتصفحون الانترنت إيهاما
بأنهم نجوم تتلألأ
دون ذلك البريق الذي يعانق السماء
ودون إلقاء نظرة فاحصة للأنا التي يكتنزها بذاته هل تؤهله لذلك النقد أم لا
أتمنى من كل إنسان أن يعيد تقييم نفسه بنفسه
لأنه إن كان عاقلا لن يرى صورته مضخمة كما يصورها له البعض
فليس كل ما يقال يكون صحيحا
لكثرة الكذب والخداع وتعدد الوجوه وتلوين الشخصيات
بل إن هناك من نقاد آخر الزمن من لا يكتفي بالنص فيتعداه إلى صاحب النص
وهذا يدلل على ضحالة الفكر وسوء السقي لمعرفة ماهية الناس
.
.
سعدت بمن سعد بي وأكثر
تقديري لكل من مر من هنا
2تعليق
استاذي الفاضل ابراهيم القهيدان
تحية عطره وشوق الى لقاك
كما هي العادة بين وقت وآخر عودنا قلمك على طرح كل جديد وهذه المدونه مستودع قلمك النابض بقلبك والسابح في خيالك
استاذي الفاضل
حاولت ان اجاريك ولكن شتان بين الثرى والثريا فمن انا حتى اصل الى شموخك وهمتك العالية
اعترف لك ولكل من يقرأ هذه السطور انني لست اديبا ولا كاتبا ولكن شعور اخذ بقلمي وكتب وانا اعلم علم اليقين انني لن اجاريك ولكنها كلمات يكتبها قلمي للمدونه كي تستنير بكلماتك وطرحك
استاذي الفاضل
العنوان( الدين بين النقد والتجريح ) وقد ذكرت مثالا عندما يتلفظ شخص على احد مشائخ هيئة كبار العلماء ويطعن في مصداقيته وافتائه
اقول وبكل تأكيد هذا الناقد بفعله هذا يشكل خللا في قواعد النقد ويجلب العار على نفسه وعلى من هم على شاكلته والساحة مليئة بهم لاكثرهم الله
وقس على ذلك من يتصدر للفتيا ويعتبر نفسه في مصاف العلماء وهذا خطره اكبر لان من يسمع له كثير ويظنون انه على حق خصوصاً اذا وافق هواهم ولكن فطنة ولي امرنا اوصدت عليهم الابواب فحصرت الفتوى على اهل الاختصاص.
ولا ادري لمن ينتقد علماءنا وقد افنوا اعمارهم في طلب العلم ..والقرآن الكريم والسنه المطهرة هما المصدر الاول للتشريع . واتساءل لكل من ينتقد اما قرأ قول الله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
اخي الفاضل ان طرحك بأن يكون تفكيرنا و شغلنا الشاغل التركيز على العلم والمخترعات والمفاعلات النوويه وغيرذلك اقول هذا شي جميل والدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قد فتح الباب على مصراعيه لصقل المواهب ورعاية الموهوبين ولكن يبقى التشجيع من المجتمع ومؤسساته فهل سمعت ان احدا تبنى موهبة ورعاها , في الغرب يتبنون الافكار من الشباب ويرعونها لإن الشباب هم الاستثمار الامثل وديننا قد جعل لمن اوتي العلم درجات قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)
ومن واقع مشاهدتي وعملي مع احد المسؤلين في قطاع حكومي فقد نذر نفسه لخدمة هذا المرفق وبعث كثيرا من الموظفين والطلاب الى بعثات خارجيه لامريكا وبريطانيا والمانيا وقد عادوا وهم اطباء ومهندسين ومحاسبين واداريين يشار اليهم بالبنان , هذا المسؤول لديه نظر ثاقب ورؤية مستقبلية
فقد اشغل الشباب عن القيل والقال بطلب العلم والحصول على اعلى الشهادات وقد انتقل الى رحمة الله والجميع يدعو له لإن اياديه البيضاء لم تبخل على مجتمعه فكان الجميع يدعو له بالرحمة والمغفرة.
ماذكرت هنا يغلق الباب على قول من يقول ان شبابنا لايعمل ولاينتج , شبابنا يعطي وينتج ولكن متى نجد من يأخذ بأيديهم ويرشدهم بدلا من التسكع في الاسواق والقيل والقال والقذف والنقد بلا هدف الا حب الظهور .وهذا كله من الفراغ .
اخي اكتفي بما كتبت واترك باقي النقاط لمن اراد المتابعه والاكمال .
أهلا بأخي ابو سليمان
الشوق متبادل أخي الكريم
وأنني أحث أبا ريان لكي نجتمع يوما ما
فأهلا بك بأي وقت وكل حين
وشكرا .. شكرا لإطرائك الذي أتمنى أن أكون عند أطراف شواطئة
.
.
أخي فعلا هناك من يبحث عن النقد وهو ليس أهلا له
والمشكلة أننا شعب لا ينظر لنفسه أبدا
كما قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ……… فكلك عورات و للناس ألسن
و عينك إن أبدت إليك معايباً ……… فصنها و قل يا عين للناس أعين
.
.
كما قلت ابا سليمان الحديث يطول هنا
وتكثر فيه وجهات النظر
شكرا لتشريفك لي هنا
لا خلا ولا عدم