تقول الاخت رهف التويجري في موضوعها

عريس يطرق الباب
اسمه تركي – حمود – ناصر – فراج – لا أدري لكنه في أحسن الأحوال سيكون احمد أو وليد
ولأن الأسماء لا تشكل لي أي قضية فسأرضى باسمه أيا كان
عريس يطرق الباب
شكله لن يخرج عن تلك الأشكال التي أراها في السوق في الشارع في التلفزيون في الصحف لكنه في أحسن الأحوال سيكون قمحي إلى قمحي فاتح و محال أن يكون مثل ميل جبسون أو ليوناردو دي كابريو
ولأن الشكل لا يشكل لي أدنى تحفظ فسأرضى بشكله أيا كان
العريس ينتظر وفي عقلي أشياء كثيرة تختمر
سأخبركم بقصة مما يختمر في عقلي
قبل سنتين رأيت في يد أخي الصغير ورقة يحاول حفظها لأنه مميز في الحفظ فأوكل إليه معلمه حفظ القصيدة الموجودة في الورقة وإلقائها في الحفل الختامي
أخذت الورقة منه لأرى القصيدة فكانت ( ناقتي يا ناقتي ) بهدوء أخذت أخي من يده وفتحت له جهاز الكمبيوتر على موقع من أبرز مواقع التعليم بالترفيه . انشغل في الموقع حتى أدركه النوم وفي الصباح كان خائفا لأنه لم يحفظ القصيدة قلت له قل لمعلمك : سامحك الله يا أستاذ كيف لي أن احفظ قصيدة تافهة والقيها أمام الناس هل ترضاها لي يا أستاذي ثم انصرف عنه…
لا أدري لماذا تذكرت هذه القصة مع أول عريس
ربما يكون العريس من أنصار الناقة
وربما في ليلة الدخلة بعد أن يخلع العريس ملابسه وأرى ذلك السروال وتلكم الفنيلة التي طارت شهرتها وتجاوزت المحيطات والبحار لأراها شاخصة أمامي ويبدأ سيناريو تلك الليلة
ما يخيفني ليلة الدخلة انه ربما يغني لي بعد ذلك ناقتي يا ناقتي حينها ساجد نفسي بعد أربعة أشهر أشم رائحة الشعير في زوايا البيت وسأكون حينها مخيرة بين أكل الشعير أو طفل يولد مزين بزركشات من لون الشعير
رباه ………. هل سيفعلها ليلة الدخلة ويغني لي ناقتي …. ناقتي
ربما لن يفعل ذلك في أول ليلة لكنه سيغنيها مع الأيام وهو في أحسن الأحوال لن يغني عذبة أنتي
هل سيكون مولعا بمزايين الإبل وسباق الهجن وقناة الساحة والمرقاب أم سيكون مولعا بقناة غنوة وميلودي أو يكون من مشتركي شوتايم وأوربت في أحسن الأحوال لن يكون من محبي ديسكفري شانل أو الجزيرة الوثائقية
هل سيكون لديه حساب في الفيسبوك يضع فيها صورة رجل مفتول العضلات أشقر وسيم تتهافت عليه فراشات الفيسبوك أم يكون عضو في منتديات الصيد وسيارات الربع أو البروكسيات ربما لا يكون كذلك لكنه في أحسن الأحوال سيكون مشجع متعصب لأحد الأندية
أنا فتاة أحب السفر فهل سيكون من محبي السياحة والسفر أتوقع انه كان كذلك قبل الزوج ولن يكون كذلك بعد الزواج
فهل كان في رحلاته السياحية من مرتادي الشوارع الليلية المظلمة وما فيها من سواقط ولواقط أم هل كان زبون لأحد المراقص ونوادي الديسكو والبارات ربما كان وربما لم يكن لكنه في أحس الأحوال لن يكون من مرتادي المتاحف والمعارض
عموما كيفما كان يكون المهم أنا كيف سأكون
أنا طموحي أن التحق ببعثة وادرس في جامعة متقدمه فهل يسمع لرأي مشائخه ويروي لي فتاوى وقصص الابتعاث
أنا واثقة من نفسي وأخلاقي واعرف حدود حريتي فهل سيسمع لأراء مشائخه في عباءتي وخلوتي مع الانترنت ولبسي للبنطال الخ
أريد أن أتعلم القيادة وأقود سيارتي فهل يملي عليه مشائخه عريضة حكم قيادة المرأة للسيارة وهل سيحضر لي جليس بنغالي أو اندنوسي يقوم بمهام الزوج الفنية والإدارية بينما يقوم زوجي بمهامه الجنسية فقط
لا أريد أن يترهل جسمي حينما أصل الثلاثينات وتكبر إردافي كأني من مصارعات السومو فهل سيدفعني لان أمارس الرياضة أم سيحرمها كما حرمها أشياخه من قبل
أنا احب السعادة والفرح احب ان اغني وارقص فهل سيدندن معي حين اغني له وهل سيشاركني رقصة الحب والفرح ام سيخبرني برأي مشائخة في تحريم الغناء وسيرى رقصي له قرينة فجور سابق
كثيرة الأشياء التي أريدها لا تقدح في ديني ولا أخلاقي تماما مثل الأشياء السابقة لكنه تقدح في فكر لم ولن يفهمني أو يحترمني
لذا وعلى رأي مشائخه من درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ومن باب درء الشبهات
لن أفتح صندوق الحظ على العريس المجهول
قررت أن يبقى العريس ملطوعاً عند الباب
أو فليذهب لباب جارتنا
فلديها بنت تشبه المرأة الخضراء وهي مشروع حرمة ناجح تطبخ تغسل تكنس تتكاثر في آن واحد
أما أنا فقد كتبت هذا وأقفلت الباب

ردي عليها

سيفعلها

وحتما سيفعلها

وهي تخضع لثقافة المجتمع أكثر من غيرها

ونحتاج إلى وقت حتى يكون المجتمع تنويري حسب مايريدة اللبراليون

وما بين تغيير ثقافة المجتمع وواقع الحال سيقول لها

عريس الغفلة متساءلا